Waleed Wahba

Cairo, Egypt

رؤيتي ... سحابة المجد

فى أحد أيام صيف عام 1993 قادنى الرب لحضور إحدى مدارس الكتاب المقدس المنعقدة فى مدينة بلطيم الساحلية , و بالرغم من أننى كنت قد التحقت مؤخراً فى ذلك الوقت بعمل جديد ...و كان نظام العمل بالشركة يمنع القيام بأى أجازات طوال الستة أشهر الأولى من العمل , إلا أن الرب أعطانى نعمة فى عيني رئيسى فى العمل الذى سمح لى بأجازة يومان كان ثالثهما يوم الجمعة ( و هو يوم الإجازة الأسبوعية ) . و هكذا جمعت أغراضى فى عجالة وأنطلقت أسابق الريح نحو مدينة بلطيم , مدفوعاً بقوة من الروح القدس .. و أنا لا أدرى أن الثلاثة أيام القادمة سيكون لها تأثير عظيم على مستقبل حياتى و خدمتى ... و بالرغم من أن مدة إنعقاد المدرسة كانت ثلاثة أسابيع كاملة .. لم أحضر منها سوى ثلاثة أيام فقط , إلا أنها كانت كافية جداً - من وجهة نظر الرب - لتكون نقطة إنطلاق إلى مرحلة جديدة تماماً فى حياتى : " .. أنا الرب فى وقته أسرع به" ( أشعياء 60 - 22 ) كانت فرصة التسبيح و العبادة رائعة جداً فى صباح اليوم الثانى لى بالمدرسة , و كان حضور الرب المجيد يملأ المكان بالهيبة و الجلال , و الجميع محصورون فى عبادة حقيقية للرب , و بينما أنا أعبد الرب بكلماتى الخاصة التى أعطاها لى الروح .. و كنت حينئذ واقفاً متكئاً على الجدار الجانبى للقاعة و مغمض العينين .. و إذا بأصوات الآلات الموسيقية , و قائد التسبيح , و عشرات الحضور الواقفين حولى فى كل مكان .. تبدأ فى الخفوت تدريجياً .. و كأنهم يرحلون من حولى .. أو بالأحرى كأننى أؤخذ من وسطهم .. كنت فى كامل وعيى , و أشعر بكل ما حولى .. بينما ذهنى صار مسبياً فى ذلك المشهد العجيب الذى كنت أراه كما يرى النائم فى الحلم . رأيت نفسى و كأننى طائر فوق شارع ما .. تتراص المنازل المزدحمة على جانبيه .. و سرعان ما أدركت من شكل المنازل المتراصة أنه نفس الشارع الذى أقطن به فى مدينة أسيوط , و كان مستوى الرؤية أعلى قليلاً من إرتفاع المبانى المتوسطة الإرتفاع المطلة على الشارع .. ثم رأيت منظر سحابة دخان متوسطة الكثافة .. تتقدم ببطء عبر الشارع .. تتغلغل داخل المنازل , تدخل من كل باب و كل شباك .. لم تترك شبراً واحداً لم تصل إليه و تملأه .. كنت داخل السحابة .. و كان منظر السحابة مهيباً .. يوقع فى نفس ناظره رهبة و مخافة ووقار هادئاً جميلاً .. و سلاماً فائقاً رائعاً .. و كم تمنيت من كل قلبى لو أننى ظللت هكذا مسبياً فى مجد و بهاء تلك السحابة كل أيام حياتى . ثم تكلم إلى الرب ... لم تكن كلماته صوتاً مادياً أسمعه بأذنى , إنما صوتاً روحياً أدركه بذهنى .. فالسحابة هى سحابة المجد التى يكلمنا عنها الكتاب المقدس فى ( خروج 24 : 15 - 18 ) , ( خروج 40 : 34 , 35 ) , ( 2أخ 5 : 13 , 14 ) , و هى أيضاً نفس السحابة التى سيأتى الرب عليها إلى مصر حسب نبوة أشعياء النبى المذكورة فى ( أشعياء 19 : 1 ) فلابد أن يأتى الرب بمجده إلى مصر حسب وعده , و لابد أن " الأرض تمتلئ من معرفة مجد الرب كما تغطى المياه البحر " ( حبقوق 2 : 14 ) و لابد أن " تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء و من على الأرض و من تحت الأرض و يعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " ( فى 2 : 10 , 11 ) كنت وآخرين كثيرين داخل السحابة , نسبح و نعبد الرب .. معلنين مجده على كل الأرض .. وكلما ارتفع صوت تسبيحنا تغلغلت السحابة بعمق داخل كل منزل و بيت .. و كلما قدمنا للرب مجداً و سجوداً زادت السحابة كثافة و تعاظمت رهبتها و هيبتها تلك هى الرؤيا التى ملأ الرب بها كل كيانى فى ذاك اليوم ...

كان الرب يدعونى لأكون واحداً من كثيرين سيستخدمهم الرب لإعلان مجده و ملكوته وسط شعبه , من خلال تجديد روح و فكر العبادة المسيحية , وقيادة الكنيسة فى تقديم عبادة حية حقيقية للرب و تسبيح يعلن مجده و يبهج قلبه .أنا أصغر إخوتى .. لكنى أثق أن الرب سيستخدمنى لمجده .... فماذا عنك ؟ .

— Read more —
Contact me Learn more about Jesus

Similar stories