الكواليس

ولدت في عائلة مسيحية مؤمنة وكنت احضر مدارس الأحد بالكنيسة من صغري، وكانت العادة في الصباح دائماً أن نصلي أنا وأبي وأمي ونقرأ من الكتاب المقدس قبل ذهابهم إلى العمل وذهابي إلى المدرسة، وفي المساء كان يأتي إلينا أقارب أو ضيوف أو خدام ويتناقشون في أمور روحية ويدرسون الكلمة وكنت أجلس معهم وأستمع إليهم، وكل هذه الأمور كان لها دور فعال في وقتها وفيما بعد. ولكني كنت أفعل ذلك إرضاء لوالدي فقط ولا يوجد بداخلي ما يحركني أو الرغبة في فعل ذلك.

الصراع

في المرحلة الإعدادية بدأت اكتشف الكثير من شخصيتي ومن قدراتي ومواهبي، كنت شخصية اجتماعية ومحبوبة وناجح في الدراسة وتقديراتي جيدة ولدي مواهب كثيرة مثل الرسم والتمثيل والغناء والرياضة فقد كنت ألعب في فريق كرة القدم والتايكوندو بالمدرسة وكنت أحب الجيتار وأجيد العزف عليه وكان هذا أكثر شيء يميزني وقتها، في هذه المرحلة توسعت دائرة علاقاتي وشعرت في وقتها أن مكاني ليس داخل هذه الكنيسة الصغيرة أو هذا المجتمع الكنسي المتدين، فأنا أريد أن أكون نجماً مشهوراً، بالفعل وصلت لما أريد وكنت مشهوراً جداً ومعروفاً جداً في وقتها، بالتالي كل هذه العلاقات والأحلام والدوائر التي كنت أتواجد فيها كان لها تأثير في حياتي، فلقد أبعدتني عن الكنيسة وعن علاقتي الشخصية بالله، كنت بعيد كل البعد عن الله وفعلت الكثير من الأمور الخاطئة بسبب عدم وجود أي علاقة لي بالله وبالرغم من كل الشهرة وتحقيقي لما أريد ولكن داخلي الكثير والكثير مما لا يراه الناس، كنت دائما أشعر بالوحدة وعدم الأمان بالرغم من العلاقات الكثيرة والمعجبين، كنت اشعر بالحزن يقتلني بالرغم من الضحك في وجوه كل من حولي.

نقطة تحول

استمر هذا الحال حتى نهاية المرحلة الثانوية وحتى بداية المرحلة الجامعية في عام 2001 في تلك الفترة بدأت أشعر بالغرابة والغربة وكان هناك صراع داخلي وشيء يقودني ويدفعني أن أصلي واتكلم مع الله واحتياجي الشديد للرب وكان الله يعمل حولي وجذبني إليه مرة أخرى، صليت وبدأت تغمرني مشاعر الفرح والسلام والأمان والرعاية والقيمة الحقيقية، وبدأت أدرك الفرق بين الله والعالم المضل، خدمت في فرق تسبيح كثيرة ومن خلال ذلك كان الله يشكل في حياتي وشخصيتي، في عام 2005 تمت دعوتي لحضور مؤتمر تدريبي لإعداد القادة من خلال الرياضة وكان هذا المؤتمر سبب كبير وفعال في تغيير الكثير من شخصيتي وطريقة تفكيري، في نفس السنة قمت بتكوين فريق للخدمة من خلال الرياضة ونظرية التعلم بالخبرة ويتكون أعضائه من كل كنائس وطوائف الإسكندرية.