Eyad Haddad

عَمّان, Jordan

ثلاث دقائق غيرت حياتي

كيف تغيرت – اتجاهات قلبي واستجاباتي

• هذا ما حصل بتاريخ 1/04/2002 الساعة 9:46 مساءاً

اعتقدت من اللحظة الأولى التي أنهيت بها دراستي الجامعية والاستعداد للانطلاق في الحياة العملية أنها بدأت فرصتي في الحياة لأنطلق بحسب رغباتي وشهوة قلبي الذي اعتقدت أنها رغبات مسموحة ومُباحة كوني اخترت أن أُحقق أحلامي بذاتي وأن أبتعد عن علاقتي بالله بعد أن أخذت خطوة الخلاص في سنة 1992.

لذلك بدأت بمراسلة الجامعات في البلد التي لطالما حلمت بأن أعيش وأبني مُستقبلي بها… ألمانيا.

إلى أن حصلت على قبول بعد أن واجهت بعض الصعوبات للحصول على تأشيرة الدخول وخاصة كطالب من أجل المميزات التي يتمتع بها الطالب داخل ألمانيا…

وفعلاً إلى أن تذللت جميع الصعوبات ووجدت نفسي أواجه الغربة وكل المسؤوليات وحيداً دون أن أُدرك أنه حتى المكان الذي لطالما حلمت أن أعيش به والمكان الأجمل بتوفر الطبيعة الخلابة والنظام وكل التسهيلات في الحياة قد يتحول بوقت قياسي إلى برية تجعلك ترى الأمور والظروف من حولك أوضح من أي مرحلة في حياتك والتي جعلتني أُدرك حقيقة وسبب وجودي في هذا التوقيت وفي هذا المكان…

•• في إحدى تنقلاتي لإحدى الولايات التي يتوفر بها العمل وبالأخص للطلبة الأجانب، وصلني اتصال من الأهل يُخبرني أن قس راعي الكنيسة التي اعتدت الذهاب لها في منطقتي هو ومرنم من نفس المنطقة سيقومان بزيارة ألمانيا…

ومن هنا بدأ الترتيب الإلهي…

القس والمُرنم ستكون زيارتهم إلى نفس المكان الذي اخترت أن أذهب إليه للعمل به، قمت بإجراء بعض الاتصالات لأتواصل مع راعي الكنيسة، وفعلاً جاء شخص لأخذي لأتقابل معهم في مكان كان يُستخدم لإقامة المؤتمرات الروحية المسيحية. وحيث أنه كان آخر يوم في المؤتمر الروحي الذي كان مُنعقد أصلاً وقد جلست في وسطهم غريب بمظهري وإحساسي.

وفي صباح اليوم التالي حيث قضيت الليلة عندهم تكلم معي راعي الكنيسة وبعد حديث مطوّل قام بإهدائي كتابه المُقدس الخاص به، وبعد أن انتهى الاجتماع ألوداعي وكنا على وشك المًغادرة، طلب مني المُرنم المرافق للواعظ أن يُصلي معي… وبعدها انطلقت متجهاً إلى منطقتي إلى أن وصلت إلى المحطة الرئيسية وقد خيّم الليل، قمت بإشعال سيجارة وبعد أن دخنت تقريباً نصفها وفي اللحظة التي قمت بإنزال يدي بعد أن أخذت نفس عميق من السيجارة وأغمضت عيني وفي ذهني أسباب كثيرة كلاً منها يضعني في حيرة لأشهر.

ونظرت إلى ساعة القطار لأرى كم تبقى من الوقت ليصل القطار الوحيد المُتبقي في هذا الوقت الذي سيوصلني إلى أقرب منطقة من مكان سكني… وكان لا يزال 19 دقيقة، فأرجعت رأسي إلى الوراء وأنا متكئ على الحائط وكما ذكرت مغمض العينان لأغيب بعدها عن الوعي وأرى ما غير حياتي جذرياً إلى هذه اللحظة…

رأيت الرب يسوع المسيح وقد نظر إلي وقال لي من دون حتى أن يُحرك شفتيه:

" أنا فعلت هذا من أجلك  – وقد كانت يداه مسمرتين على عود الصليب – ولكن ما الذي فعلته أنت لأجلي؟ "

 • وعندما إستفقت وقد كان لا يزال رأسي إلى الخلف ودموعي في عيوني تسيل على وجهي، والسيجارة لا تزال في يدي وقد احترق منها الكثير مما جعلني أستغرب!! وأول فكرة كانت وانا أرتجف وفكري مشوش جداً أن أضعها على شفتي لآخذ نفس بعد كل الخوف الممزوج بالمُفاجئة بسبب ما رأيت وعدم إدراكي لما حدث حقاً معي، لأجد نفسي غير قادر حتى على وضعها على شفتاي وكأنها سُم وعلقم مُرّ!! فرميتها ودُستها بقدمي.

وانتابني الذعر عندما تذكرت القطار والوقت لوصوله حيث أنني غير مُدرك كم من الوقت مرّ خلال غيابي عن الوجود والمحيط الذي حولي.، لأنني لو فوّت القطار الليلي فلن أستطيع الوصول بسهولة وسيأخذني وقت طويل جداً وتعب فنظرت لأجد أنه لا يزال 16 دقيقة لمجئ القطار!!

ثلاث دقائق فقط… ولكن هذه هي الدقائق الثلاث التي غيّرت حياتي جذرياً لأسير مع الرب يسوع المسيح المُخلّص إلى هذه اللحظة.

من عام 2002 وإلى أيامنا هذه بالتأكيد هناك العديد من الاختبارات الروحية التي بنت حياتي الروحية، ويوم فيوم كنت أفهم ما معنى أن أسير بحسب خطة الله لحياتي… فقد تغير مسار حياتي كُلياً وحتى في أدق تفاصيل حياتي ليشرف حياتي بأن أكون خادماً في ملكوت الله، هليلويــــــــــــــــــــــــــا آمين.

{{{{{{{{{{{{{{}}}}}}}}}}}}}}

• الظروف التي مثلت لي تحدياً:

– عندما أنهيت دراستي، كان عندي تحدي كبير أمامي كيف أصل إلى المكان الذي لطالما حلمت به وكيف أحصل على فرصة حياتي بالرغم من انني إبتعدت عن الله وعن كل ما يربطني بحياتي الروحية وخاصة بعد أن طلبت الرب يسوع مُخلصاً شخصياً لحياتي في عام 1992. فكانت ظروفي تخنقني لأن أمامي مُعطّلات كثيرة للحصول على فرصة حياتي وهي السفر إلى ألمانيا مثل تأشيرة السفر والدعم المادي والحصول على قبول في الجامعة والتخصص الذي أريدهما…

• استجاباتي وردودي الأثيمة:

– عندما واجهت التحديات وبدأت تتقلص أمامي إلى أن وصلت إلى ما أريد ووجدت نفسي أُحقق ما كنت أسعى إليه، شعرت أنني الآن أملك ما كنت أبحث عنه وزادت الفجوة أكثر بيني وبين الله لا بل نسيت حتى أنني كُنت في يوم خادماً وقائد الشبيبة الناشئة في كنيستي. على العكس تماماً بدأت باللجوء إلى توجهات غريبة وممارسات خاطئة جداً لدرجة الإنخراط مع مجموعات عبدة الشياطين من خلال موسيقى ال Heavy Metal & Death & Doom Music

• الأشواق التي كانت تملأ قلبي…

– رغم سلوكي الخاطئ وفي اتجاه معاكس تماماً لخطة الله لحياتي إلى أنني دائماً كنت أشعر به حولي لدرجة أنني أكاد أن أسقط في الكثير من الشرور والخطر لأجد نفسي خارجها تماماً دون أن أعلم كيف ولماذا؟!!

ولا زلت إلى يومي هذا أكتشف وأتذكر الأوقات التي كانت يد الله القوية الحنونة ترفعني وتنقذني من السقوط أكثر وأعمق في الخطيئة…

• العواقب التي اختبرتها:

– كانت مؤلمة… يكفي أن تكون بعيداً عن الله فهذا الموت الحقيقي، لأجد نفسي وأنا أسير في طريقي الذي اخترته وأنا أتخبط صعوداً ونزولاً لست عالماً إلى أين تأخذني الظروف والأحداث… والأكثر ألماً أنني كثيراً ما كُنت أشعر بوجوده بجانبي وأنا إنسان آثم لا أستحق عطفه ورحمته… فأبدأ بالصراخ بأنني اخترت أن أكون بعيداً عنك لماذا مازلت مُتمسكاً بي؟!!

• جاء الوقت لتتغير حياتي… وفي الوقت المُناسب…

– في اللحظة التي أمر الله بها، حصل معي ما ذكرت سابقاً لتتغير حياتي في 3 دقائق لأعود وأحيا له من جديد مُكرساً حياتي لخدمته فالذي غيّر قلبي هو قرار واتجاه قلبي الذي استجاب بلحظة لصوت إخترقني أخيراً ليغيّر حياتي جذرياً ويسحبني من يد عدو النفوس الشيطان لأكون مُلكاً للرب المُخلص يسوع المسيح بالكامل من جديد وأخدم عند قدميه فهناك الحياة الحقيقية… محبته غير المشروطة، إصراره على استردادي، ويدهُ القوية التي انتشلتني لأكون خادماً وابناً له، هليلويـــــــــــــــــا

• الثمر والبركات الناتجة:

– أول ما حصل لي تواجدي عند قدميه كل يوم في خلوتي لأسمع صوته يؤكد لي ضرورة أن أترك كل شئ لأعود إلى الأردن.

وما حصل بعد ذلك هو عيشي كل يوم في مخافة الله طالباً أن أسير بحسب خطته لحياتي لأجد نفسي خادماً مُتفرغاً في إحدى الهيئات المسيحية بعد أشهر من رجوعي إلى الأردن وبعدها بأشهر قليلة فتح الله عيني على الإنسانة الخادمة في نفس الكنيسة التي كنت أتردد عليها لتصبح زوجتي شريكة حياتي مُصلياً كل يوم إلى يومنا هذا أن يكون أساس بيتنا وتفاصيل حياتنا دائماً هو الرب المُخلّص يسوع المسيح له كل المجد، آمين.

— Read more —
Contact me Learn more about Jesus

Similar stories